الحرب الإسرائيلية الإیرانیة 2025- نصر أم هزيمة؟

المؤلف: عياد أبلال08.27.2025
الحرب الإسرائيلية الإیرانیة 2025- نصر أم هزيمة؟

في أعقاب إعلان دونالد ترامب عن وقف إطلاق النار، وضعت الحرب الإسرائيلية الإيرانية أوزارها عمليًا يوم الثلاثاء الموافق 24 يونيو/حزيران 2025. وقد جاء هذا الإعلان عقب قصف جوي أمريكي مكثف طال أبرز المفاعلات النووية الإيرانية، بما في ذلك منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، مُلحقًا بها دمارًا جسيمًا وفقًا للرواية الأمريكية. هذا وقد قامت إيران، من جانبها، بقصف قاعدة العديد القطرية بعد إخطار مسبق لكل من أمريكا وقطر.

وبغض النظر عن الملابسات والخلفيات التي أحاطت بهذه العمليات العسكرية، ولا سيما في ظل نفي إيران المساس بترسانتها من اليورانيوم المخصب، وغياب أي إعلان من الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن رصد إشعاعات في محيط المفاعلات، مما يشكك في تدمير اليورانيوم الذي قيل إنه تم نقله إلى مناطق أخرى، وفي ظل تسريب أنباء القصف الأمريكي لإيران من قبل وزير الدفاع الأمريكي نفسه، فإن المؤكد، بحسب التحقيقات الصحفية الغربية، هو أن إسرائيل قد ناشدت سرًا أطرافًا عربية وغربية للتدخل لوقف الحرب، بعد أن خلّفت دمارًا هائلًا في تل أبيب، وحيفا، وعين السبع، ومناطق إسرائيلية أخرى.

وعلى الرغم من ذلك، تبقى صورة هذه الحرب بالوكالة غير مكتملة، ولا يمكن الجزم بمن هو المهزوم ومن هو المنتصر، طالما أن الخسائر والدمار قد طالا الدولتين على حد سواء. ويبدو أن المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران قد أسفرت عن نتيجة متساوية، حيث تلازم النصر والهزيمة لكلا الطرفين. إلا أن هذه الحرب، من منظور إسرائيلي صرف، قد حققت بعض المكاسب العسكرية، لكنها في المقابل منيت بإخفاقات سياسية وإستراتيجية وعسكرية فادحة، لا سيما فيما يتعلق بالقدرات الدفاعية الإسرائيلية.

وينطبق الأمر ذاته على الجانب الإيراني، وإن كانت الكفة الإيرانية هي الأرجح، بالرغم من فقدانها قادة عسكريين بارزين وعلماء ذرة مرموقين، وذلك لكونها قد واجهت تحالفًا غربيًا متكاملًا، وليس إسرائيل وحدها، سواء بتقديم الدعم العسكري والمادي لإسرائيل، أو بتبادل المعلومات الاستخبارية، أو بممارسة الضغوط الدبلوماسية عبر الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

كما نجحت إيران في كشف هشاشة الجيش الإسرائيلي وأنظمته الدفاعية، وفي تفكيك وهم القوة والهيمنة الإسرائيلية في المنطقة، وهو بحد ذاته انتصار رمزي يعزز السردية العربية والإسلامية المناهضة للصهيونية والاستعمار بأشكاله المعاصرة، ويدعم سردية المقاومة بصورة غير مسبوقة.

من المؤكد أن المواجهة العسكرية قد انتهت مرحليًا، لتبدأ جولة جديدة من المفاوضات تقوم على أساس توازن الضعف الإستراتيجي بين إيران وإسرائيل. فإسرائيل لا تستطيع أن تصبح قوة إقليمية مهيمنة في الشرق الأوسط، وإيران كذلك، وهو توازن يشمل أيضًا موازين القوى، أو ما تبقى منها، لصالح الهيمنة الأمريكية وسيطرتها على مصير منطقة الشرق الأوسط إلى حين. فمن مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية أن تحافظ على توازن القوة والضعف بين إسرائيل وإيران تحت مراقبتها الدقيقة، خشية أن ينزلق الصراع بينهما إلى مراحل أخرى تبدأ بتغيير الإستراتيجيات، لا سيما في ظل تهديد إسرائيل المستمر بتقويض قوة إيران الإقليمية ونظامها السياسي، وإعلان إيران انسحابها من معاهدة الأسلحة النووية وعدم السماح للوكالة الذرية بدخول أراضيها، وتمسكها بمقوماتها الدفاعية من الصواريخ الباليستية.

في هذا السياق المحفوف بالتحديات، يبدو أن الصراع القادم، وهو صراع قديم متجدد، سيتخذ أبعادًا سردية، حيث ستكون المواجهة بين السرديات المختلفة هي المحرك الأساسي للعلاقات بين إيران وإسرائيل والغرب من ورائها. فهناك سردية المقاومة والصمود ورفض الاستعمار والاحتلال، في مقابل سردية الغرب الذي يدعي الدفاع عن الحق والعدل والسلام العالمي، ونشر الحضارة والإنسانية والتقدم. لذلك، فإن النصر الحقيقي في المستقبل سيحدده السردية التي ستنتصر.

وإذا ما استعرضنا الدراسات الثقافية وما بعد الاستعمارية، يتضح أن انتصار السرديات أو هزيمتها يتوقف على العوامل الداخلية بشكل أكبر من العوامل الخارجية. فكيف سيكون مصير السردية الغربية والإسرائيلية على وجه الخصوص في ظل انتشار أصوات يهودية تعارض علنًا وبصوت عال السردية الإسرائيلية الصهيونية؟ هذا التيار المعارض الذي تشكل منذ نكبة عام 1948، تاريخ تأسيس إسرائيل، قد تعزز بشكل ملحوظ فيما بعد، واكتسب أبعادًا دولية عقب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، خاصة بعد التحول الجذري الذي شهده الوعي العالمي والغربي تجاه ما ارتكبته إسرائيل من دمار وإبادة جماعية بحق شعب أعزل على مدار ما يقارب السنتين، والتي طالت الأطفال والشيوخ والنساء والرجال المدنيين، بالإضافة إلى تدمير الحجر والشجر وكل مظاهر الحياة في غزة.

ويرى بعض ممثلي هذا التيار أن الحرب الإسرائيلية الغادرة على إيران هي حلقة من حلقات التوسع الصهيوني وسلسلة من المؤامرات الصهيونية العالمية، وأن الخاسر الأكبر هو الشعب اليهودي، الذي يبدو أن حكومة نتنياهو باتت تضحي به وبمستقبل السلام في المنطقة من أجل تحقيق أهداف سياسية شخصية، ووعود زائفة بأرض الميعاد، وأحلام صهيونية استعمارية تقوم على الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني والتمييز العنصري ضد اليهود من أصول مختلفة والفلسطينيين من عرب الداخل على حد سواء.

نظرة تاريخية على الصراع الإسرائيلي الإيراني

عند الحديث عن الحرب الإسرائيلية الإيرانية، لا بد من استحضار التاريخ المعقد للعلاقات بين إسرائيل وإيران، حيث شهدت هذه العلاقة فترات من المد والجزر على مر تاريخ إسرائيل. وقد بدأت التوترات العسكرية مع بداية الصراع بعد سقوط نظام الشاه بهلوي في أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979، خاصة وأن نظام الشاه كان مواليًا للغرب وأحد أذرعه في منطقة الشرق الأوسط.

وبالتالي، فإن الصراع يتخذ أبعادًا دينية واضحة، وإن كان يخفي وراءه صراعًا على المصالح في منطقة ذات أهمية وثراء بالغين. فمن صداقة وتبعية أيديولوجية للغرب بقيادة أمريكا في ظل نظام الشاه، إلى صراع خفي تارة وعلني تارة أخرى، ظلت إسرائيل تنظر بعين الشك والريبة والرفض إلى الدولة الإسلامية الناشئة عقب ثورة الخميني.

وإذا كانت السنوات الفاصلة بين عام 1948، تاريخ نشأة إسرائيل بقرار مجحف من الأمم المتحدة، مقابل حل الدولتين الذي لم يتحقق أبدًا بسبب استهتار إسرائيل بالقانون الدولي بدعم غربي وأمريكي، قد شهدت دخول إسرائيل في صراع مع العالم العربي بسبب القضية الفلسطينية والاحتلال الاستيطاني الذي ترافق مع جميع أشكال الإبادة العرقية والتجويع والتهجير، فإن نظام الشاه كان بعيدًا عن هذا الصراع، بل كان داعمًا لإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية. فلم يكن لإيران أي دور أو وجود في الصراع العربي الإسرائيلي خلال حروب 1956 و1967 و1973، إلا أن هذا الوضع تغير جذريًا بعد عام 1979.

من هنا تحول الموقف الإسرائيلي تجاه إيران رأسًا على عقب. وقد بدأ هذا التحول بشيطنة نظام الخميني وولاية الفقيه بسبب رؤيته الداعمة للقضية الفلسطينية. وهكذا نشأت حرب باردة بين الدولتين، كتعبير حقيقي عن الحرب الباردة بين القطبين: الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي. وقد استمر هذا الوضع حتى التسعينيات من القرن الماضي، خاصة بعد سقوط جدار برلين وانهيار وتفكك الاتحاد السوفياتي، علمًا بأن إيران الثورة الإسلامية كانت حليفًا إستراتيجيًا للاتحاد السوفياتي، وفيما بعد لروسيا وريثة هذا القطب، في مقابل عداء مستحكم للولايات المتحدة الأمريكية وللغرب بشكل عام.

وبالرغم من أن إيران لم تشكل في يوم من الأيام تهديدًا مباشرًا لإسرائيل أو لأمريكا، ولم يكن ضمن خططها العمل على زوال دولة إسرائيل، بقدر ما كانت مناصرة للقانون الدولي وساعية لإنصاف الفلسطينيين بنفس قدر مناصري القضية من مختلف بلدان العالم المطالبين باحترام القانون الدولي، فإن الصراع مع إسرائيل لم يكن صراعًا دينيًا مع اليهود، بدليل وجود طائفة يهودية كبيرة في إيران، بقي بعضها مستقرًا في بلاد فارس حتى بعد قيام الثورة الإسلامية، بل كان صراعًا ضد الصهيونية العالمية وضد الأطماع الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة. وهنا افترقت السبل بين عهدين ونظامين في إيران، لتصبح في النهاية جزءًا من الصراع العربي والإسلامي ضد إسرائيل.

وهكذا نشأ الصراع بين إيران وإسرائيل في الثمانينيات والتسعينيات، واشتدت حدته في الألفية الجديدة على قاعدة عداء سياسي وتوترات عسكرية وهجمات إلكترونية وحرب بالوكالة، وهو ما دفع إيران إلى العمل على صناعة أذرع أيديولوجية كامتداد للثورة الإسلامية في المنطقة، من خلال أحزاب تابعة لإيران في لبنان وسوريا واليمن والعراق.

وهنا يكمن الخطأ الإستراتيجي لإيران في خلق توترات إقليمية مع العالم العربي، وهي توترات غذتها السردية الغربية بامتياز، من جهة، ورغبة إيران في تصدير الثورة الإسلامية إلى العالم العربي من جهة أخرى، حيث دعمت إيران حزب الله في لبنان الذي سيصبح العدو رقم واحد لإسرائيل التي اعتبرت إيران أكبر تهديد أيديولوجي وإستراتيجي بعد نهاية الحرب الباردة. وهو ما دفعها لدعم الأكراد في إيران أو العراق ضد النظام الإيراني، وعارضت أي نفوذ إيراني في سوريا ولبنان.

لكن حدة الصراع سوف تزداد بعد أن أعلنت إيران تطوير برنامجها النووي المدني، بحجة سعيها للحصول على أسلحة نووية حوالي عام 2004، لتقوم إسرائيل عام 2010 بإطلاق فيروس ستوكسنت، وهو فيروس حاسوبي يدمر أجهزة الطرد المركزي النووية الإيرانية، وذلك بدعم استخباراتي وتكنولوجي أمريكي. ثم توالت بعدها، أي ما بين عامي 2015 و2020، الهجمات الإلكترونية والاغتيالات لعلماء نوويين إيرانيين والضربات على قواعد إيرانية في سوريا ولبنان… إلخ، وهو ما دفع إيران لتقوية تحالفها الإستراتيجي مع حزب الله والمليشيات الشيعية العراقية والحوثيين في اليمن.

بيد أن سلسلة الاغتيالات -التي تنتهك القانون الدولي- لقادة عسكريين إيرانيين سوف تتخذ منحًى تصعيديًا غير مسبوق، بدأ باغتيال الجنرال قاسم سليماني ولم ينتهِ باغتيال الصف الأول من القادة العسكريين والعلماء في حرب يونيو/حزيران 2025، خاصة بعد أن انحازت إيران علنًا لدعم القضية الفلسطينية في حرب غزة مباشرة بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو ما أدى إلى اتساع نطاق الصراع.

مفكرون يهود في مواجهة الأطماع الصهيونية

لم تنشأ الصهيونية العالمية وتبريرها الاستشراقي الاستيطاني لقيام دولة إسرائيل على حساب فلسطين الأرض والشعب والتاريخ، إلا وظهر في المقابل فكر تنويري عالمي تحرري، تشكل من عدد من المفكرين اليهود أنفسهم، الذين استمروا في النضال ضد الصهيونية، خاصة بعد نكبة عام 1948 وما تلاها من حروب واعتداءات إسرائيلية على العالم العربي والإسلامي.

ومن بين هؤلاء المفكرين نذكر ألبرت أينشتاين، الذي كان داعية سلام ملتزمًا، وكثيرًا ما حذّر من مخاطر الأسلحة النووية ودعا إلى إيجاد حلول عادلة مع المجتمعات العربية. وسيغموند فرويد الذي رفض التوقيع على عريضة تطالب بوطن يهودي في فلسطين، معتبرًا أن المنطقة لا يمكن أن تصبح دولة يهودية. في حين انتقدت الفيلسوفة حنة أرندت بشدة استخدام المشاعر المعادية للسامية كمبرر للمشروع الصهيوني، مفككة الادعاء بوجود صلة بين الصهيونية ومعاداة السامية، مؤكدة على وجود فرق كبير بينهما.

وهو ما أكده أيضًا الفيلسوف واللساني العالمي اليهودي نعوم تشومسكي الذي ألّف العديد من الكتب حول القضية الفلسطينية، مفككًا مزاعم الصهيونية الإسرائيلية، إلى جانب المؤرخ إيلان بابيه. بينما كان نورمان فينكلشتاين من أشد المنتقدين للسياسات العسكرية الإسرائيلية، ولم يتوقف عن الدعوة إلى اتباع السبل الدبلوماسية والقانونية، منبهًا إلى ضرورة احترام الشرعية الدولية. فيما وصف ريتشارد فالك، المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة، بعض السياسات الإسرائيلية بأنها "جرائم ضد الإنسانية" وانتقد بشدة نهجها العسكري المفرط.

وإذا كان الفيلسوف الإسرائيلي يشعياهو ليبوفيتش قد ندد بالاحتلال ووصفه بأنه "نازي"، ودعا الجيش إلى عصيان الأوامر غير الأخلاقية المتعلقة بالإبادة الجماعية للفلسطينيين، فقد وصف الفيلسوف وعالم الرياضيات موشيه ماخوفر الصهيونية بأنها مشروع استعماري وعارض بشدة الحلول العسكرية. وعلى نفس المنوال، رفض الحاخام الإصلاحي وأحد مؤسسي المجلس الأمريكي لليهودية إلمر بيرغر القومية اليهودية والمشروع الصهيوني، وهو ما يتوافق مع رؤية آرون صموئيل تاماريس وآخرين مثل أبراهام مليستر وسيغموند باومان وغيرهم.

كل هذه الأصوات شكلت تيارًا قويًا مناهضًا للصهيونية وإسرائيل العسكراتية، ولم تتوقف عن الدعوة إلى التخلي عن الأحلام الصهيونية والاستعمارية الاستيطانية، ومناصرة السلام علنًا ودون مواربة، وتفنيد المزاعم الإسرائيلية، وبالتالي السردية الغربية. هذه الدعوات لا تنفصل عن البعد الأخلاقي لليهودية الذي اعتبره هذا التيار الكبير والقوي ضحية للصهيونية والإمبريالية المتجددة، ومزاعم واهية تنتقص من الإنسانية بشكل عام.

وإذا كان لنا أن نختتم، فإن النقد الأيديولوجي والأخلاقي للقومية اليهودية (حنة أرندت، إلمر بيرغر، يشعياهو ليبوفيتش)، وصولًا إلى المعارضة السياسية للأساليب العسكرية (نعوم تشومسكي، ريتشارد فولك، دانيال ماشوفر)، وسياسة التمييز العنصري ضد الفلسطينيين والتضحية باليهود على أعتاب الصهيونية (مارك إيليس، يعقوب كوهين، عيكا إلدار)، فإن الأمر لم يتوقف عند حرب غزة وباقي حروب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وضد أطماع الصهيونية في إسرائيل الكبرى أو الشرق الأوسط الجديد، بل استمر هذا التيار من خلال ممثليه ومن ينتمي إليه من دعاة السلام ومناهضي الصهيونية في التعبير عن معارضتهم الشديدة وتنديدهم بإسرائيل العسكراتية وباليمين المتطرف في حرب إسرائيل الأخيرة ضد إيران.

وإذا كانت غزة قد أسقطت كل الأقنعة والزيف عن الغرب وإسرائيل، فإن ذلك قد أحدث انقلابًا كبيرًا في رؤى مفكرين ومثقفين ومؤرخين ممن ناصروا في السابق إسرائيل وناضلوا من أجلها، ومن بينهم المفكر والمحلل السياسي اليهودي بيتر بينارت، الذي أعلن انقلابه الفكري في تصريحات خاصة لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، معتبرًا أن وجهة نظره تغيرت بشأن الحرب الإسرائيلية، بعد إيمانه في وقت سابق بأن إسرائيل "تناضل" من أجل البقاء.

ويعود هذا التحول في وجهة نظره تجاه إسرائيل، إلى اليوم الأول الذي قضاه رفقة الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، موضحًا أن الظروف التي يعيش فيها الفلسطينيون "أكثر وحشية" مما يتخيل. وقد أصدر منذ أسابيع كتابًا مزلزلًا بعنوان: "أن تكون يهوديًا بعد دمار غزة: مراجعة أخلاقية"، معلنًا التمرد الأخلاقي على السردية الصهيونية.

وفي ندوة عقدها طلبة جامعة "برنستون" الأمريكية، نهاية العام الماضي، اعتبر المفكر والمؤرخ الأمريكي اليهودي المناهض لسياسة الاحتلال، نورمان فنكلستين أن إسرائيل تواجه أزمة وجود لأول مرة منذ نشأتها، حيث اعتبر أنها عطلت كل الحلول الممكنة وقوضت كل الآمال في حياة سلمية مع العالم العربي والإسلامي، معتبرًا إياها تعاني من أزمة وجودية شرعية.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة